ما هي طبيعة صفات الخدمات؟
و ما هو الفرق بين تسويق السلع وتسويق الخدمات؟
من أهم الملاحظات على سلوك رواد المنصات الرقمية هو الحيرة في كيفية فهم طبيعة الخدمات مثل المنصات التي هي خدمات رقمية، وتتمظهر هذه الحيرة في كثرة الاستفسار عن تفاصيل الخدمة، وربما التردد في فهم أسعار هذه الخدمات.
إن الاستفسارات والتساؤلات طبيعية، ولكن إستيعاب الأسعار المطروحة مقابل الخدمة ومقارنتها بأسعار مقدمي الخدمة المختلفين تحتاج لتوضيح أكثر لكي يستوعب متلقي الخدمة قيمة ما يدفعه.
أفضل بداية لفهم الخدمات وأسعارها، هي فهم طبيعة وخواص الخدمات والفرق بينها وبين السلع.
من أهم صفات (الخدمات) التي تفرقها من (السلعة) أن الخدمة:
ولتلك الطبيعة المختلفة لصفات الخدمات فإن طريقة تسويقها تختلف عن طريقة تسويق المنتجات والسلع، وطريقة وضع أسعارها، وكذلك الترويج لها؛ حتى أن المزيج التسويقي لها يحوي سبعة عناصر: المنتج، السعر، الترويج، أين تجدها، الناس الذين يقدمون الخدمة، إجراءات الحصول على الخدمة، والمظهر العام لتقديمها.
إن العناصر التي تحدد أسعار الخدمات كثيرة، لكنها لا تخرج عن تكاليف مرتبطة بهذه الخدمات، مثلاً:
وهنا تتضح الإجابة على كيف تقارن بين مختلف مقدمي الخدمات لتختار من بينهم الأنسب؟؛ حيث تشتهر الخدمات بأن الباحثين عنها يسألون ويستفسرون أهلهم وأصدقائهم ومعارفهم ليدلوهم من تجاربهم السابقة ليتعرفوا على مقدمي الخدمات ومستوى جودة خدمتهم، وحديثاً أصبح بالإمكان استخدام التكنولوجيا وقنوات التواصل للبحث والمعرفة؛ لذلك تجد أكثرنا إذا مرض له شخص يتصل بالأصدقاء والمعارف ليستعلم عن طبيب حاذق – وحبذا لو كان الصديق قد جرب ذلك الطبيب ونجح في العلاج، وهكذا.
ونختم بالإجابة عن كيف تتعرف على جودة الخدمة التي تعرض عليك؟، وهذه الإجابة ذات علاقة مباشرة مع طبيعة الخدمات الموصوفة أعلاه، ويكون ذلك بالبحث عن نقاط أساسية، ونقاط داعمة، ونقاط مساندة للخدمة؛ فبالتأكيد فإن تلك النقاط الأساسية لمقارنة الخدمة تشمل:
أما النقاط الداعمة والمساعدة للخدمة فهي في المجالات الآتية – وتشبه في شكلها الثمان بتلات في رسمة الزهرة – حتى أنها تسمى “زهرة الخدمة” وفي قلب هذه الزهرة يوجد منتج الخدمة، وهذه البتلات تزين محيط هذا القلب – وهي:
المقارنة بين مقدمي الخدمات:
بعد أن تعرفنا على خصائص الخدمة وكيفية تسويقها وتسعيرها وتقييمها فإنك قد تقع في حيرة من أمرك عند المقارنة بين عدد من مقدمي نفس الخدمة والذين بالتأكيد يجب أن تقوم بتقييمهم على أساس الأسس السابق ذكرها، ولكن في حالة احترت في المفاضلة بين عدد من مقدمي الخدمة فإن أسلوب المقارنة هنا يختلف عن أسلوب مقارنة السلع والمنتجات، وهنا ينشأ “ميزان خدمة” مختلف ذو ارتباط بالخدمة وبمقدمي الخدمة نفسهم، فأي المخدمين كان موثوقاً أكثر بالنسبة لك، وأي المخدمين تم التوصية به أكثر بالنسبة لك، وأي “زهرات الخدمة” كان أفضل بالنسبة لك، فمثلاً قد تثق في تطبيق توصيل ما بناءً على توصية قريب تثق به، وستتساءل هنا:
وبعد أن تتلقى الخدمة ستكون تساؤلاتك:
ثم نأتي لسؤال المقارنة للاختيار بين التطبيقات المتعددة المطروحة لترتيبها وفق الأفضلية بالنسبة لك.
من كل ما تقدم، ومعرفة هذه المعلومات أتمنى أن يكون القارئ قد حصل على إجابات واضحة عن تساؤلاته وأن يكون قد أدرك العناصر التي يجب الانتباه لها لتقييم خياراته في تحديد مقدم الخدمة المناسب باستخدام النقاط الصحيحة لخدمة ناجحة وسهلة وتساوي ما دفعه من قيمة مالية ونال الغرض المطلوب من استخدام الخدمة.
كمال الحاج،،،
تهنئه!